
My rating: 3 of 5 stars
* نلاحظ ان زوربا كرجل يعتقد ان المرأة فيما معناه شر لا بد منه ... فهو يحب المرأة لكنه يؤمن بخبثها وبانها شيطان ذو قرون .. تدعي الفضيلة وهي تحب الخبث
* الرجل له قناعات اساسية جنسية تجاه المرأة فهي احد الشهوات التي لا يجب تركها او التضحية بها في الحياة ومن يفعل ذلك احمق وساذج .. كما يحدث اليوم من يتفوهوا باسم الحب على انه شيء قبيح او نجس او خاطئ ولو كان دينياً ، او الجنس في العموما امر دنس يجب تركه والابتعاد عنه .. اما قناعات زوربا فهي متجددة عن الامور الجنسية وغير مقلقة لنفسه ولا يحس خلالها بشعور سيء او ندم او اي شيء وهذا صحي جدا .. فعلى الانسان ان يرحم نفسه ولا يعذبها بمنعها وكبحها للنهاية.
* البطل زوربا ملحد ويعتقد ان الاديان بلهاء وسطحية ساذجة لا تصدق
* نظرة زوربا للعمل ليس لجني المال كنوع من الثروة انما كنوع من المتعة فهو تعلم العديد من الحرف للتجربة وللخبرة الانسانية ولطرق العيش وليس لجني المال والثروة
* اما عندما فكر في الثروة وجني المال لهدف الثروة فقط كان الفكرة الاكبر هي ان يجوب العالم كله لأنه على جزيرة كريت ----> شعر وكانه ابن العالم كله وليس ابن مدينتة وفقط، لأنه ابن هذا العالم ايضا ولا حياة اخرى غيرها سيرها هو ابن الارض ولا يوجد اخرة لن يعوض اي شيء اخر وتجربته الانسانية على هذا الكوكب فقط .. وفي خاطره انه يجب ان يزور الدنيا قبل ان يموت كأنه ابن الارض وليس مجرد انسان عادي.
المفارقة العجيبة اليوم يتم جني المال لأجل الثروة في ذاتها وكأنها الهدف الرئيس للحياة والمشقة مهما كانت لجني المال هي الهدف للثروة .. اما زوربا لم يكن يهتم لذلك طيلة حياته
اهتمامه الاكبر هي المتعة مثل تعلمه للسانتوري الذي ندبه والده عليه ووصفه بعدم النضج لمثل هذا الاهتمام .. و عندما كبر اصبح يؤمن بانه ابن هذا العالم لا غيره لأنه لا حياة اخرى سيعيشها بعد ذلك
* من احدى النقاط الفارقة في شخصية زوربا .. انه يرى كل شيء كأنه للمرة الاولى كما وصف الكاتب عديد المرات .. ويسأل عن كل شيء من جديد ويطرح الاسئلة، وانا اظن او بالتأكيد هذا هو سبب اختلاف زوربا فكريا عن اي شخص محيط به
كان يفكر في كل شيء ويتساءل ويفكر مجددا وهذه عقلية المفكر وكما قال الكاتب عقلية الادباء والشعراء بل والعلماء ايضا .. الفرق فقط ان زوربا كان غير متعلم اكاديميا
ومن رأيي ان هذا هو دور التعليم الرئيسي الذي فقده بالطبع وهي جعل الانسان يفكر ، فزوربا فكريا اعمق من ملايين البشر اليوم .. وهذا بغض النظر عن طريقة تفكيره صحيحة ام خاطئة المهم انها تدعو للتفكير والتساؤل والبحث وهذا ما ينشده التفكير العلمي ..
اما ما يحدث اليوم هو ان هذا هو الجواب وهذه هي الحقائق ولا تفكر ولا تقرأ ولا تتكلم عنها هي هكذا صنعت ونشأت ولا يحق لك ان تتساءل وهذا يرفضه اي شخص لديه تفكير بنسبة ١% ورغم ذلك هذه هي الطريقة السائدة.
لذلك ليس المفكر او المثقف بالنسبة لي هو المتعلم بل هو المتسائل فاتح باب النقاش لأي طرح جديد.
* ما يعجبني في زوربا انه رجل بسيط غير متذمر .. راجل بيحب المزاج والروقان .. بيحب السانتوري والمزيكا والغنا ، والرقص ، والنساء ، و الرحلات والاستكشاف ، حتى الشغل لما بيشتغل بيهتم بالشغل وبيحب الشغل اوي وعمل في مجالات عديدة وحرف يدوية عديدة ، لأنه رجل بسيط معندوش مشاكل كبرى مع الحياة ومش متذمر باستمرار .. بيدور على اللي يبسطه ويعمله ويعيش وخلاص بدون تعقيد.
* ما يميز هذا العمل هي الواقعية الشديدة في التوصيف وفي استجماع الذكرايات مجدداً من الكاتب .. فمن ثمة الواقعية ظننت انها قصة شخصية مع الكاتب ويرويها على شكل رواية .. وبعد ذلك قرأت عنها انها تقريبا قصة حقيقية اصلا يكتبها عن زوربا صديق الدرب الذي غير فكره .. وبغض النظر فالكتابة واقعية وتجعلك تتخيل الاحداث كما هي وان المتحدثين بشر تماما بتوصيفاتهم وكأنني اقرأ لبشر حقيقيين عكس كتب اخرى في حواراتها لا تستشعر الواقعية تعرف انهم حقيقيون لكن لا تشعر بوجودهم ومنطقية حوارهم بسبب القفزات التي تحدث في الحوارات مثلا.
* ما يميز الكاتب نيكوس كازانتزاكيس في شخصيته وطريقته مع زوربا هو انه شخص مستمع ومحايد جدا لاقصى درجة في ذلك الوقت .. وهذا ما جعله يفكر اكثر ويحايد كلام زوربا ويحلله ويتركه يؤثر فيه وفكره .. اما من لا يستمعون القول ولا يناقشوه فهم في مكانهم بلا اي تغير للنهاية.
* شعوري تجاه البطلين نيكوس واليكسيس هو انني محايد ومستمع كنيكوس وانا افكر واحاور كاليكسيس.
_________________
الغريب بالموقف ان العرب قرأوا العمل ومحدش اتضايق من:
١. تحقير المرأة : وقد ايه زوربا شايف المرأة كائن ضعيف وتقدر تضحك عليه بمجرد لمسك لاثدائها، او مجرد ليلة جنسية .. وانها مخلوق تابع وضعيف ومحتاج للجنس طبعا، وكل فائدتها في الوجود هو اللي بين فخذيها وانها مجرد متاع و أحد اغواءات الشيطان
٢. زوربا بطل ملحد : ملحد وبينتقد الاديان ورجال الدين مجانين ونصابين وان الايمان دا عبث وخرافة وجنون .. لدرجة سب الذات الالهية وطلب محاكمة الاله وانه هو شخصيا طموحه في المستقبل يقوم بدور الكاهن في اي دير والمساعدين له يكون الرئيس باعتبار انها هتكون نصباية على المؤمنين المغفلين.
٣. الجنس : ودي نقطة مفعمة في العمل وزوربا بيوضح ان احد المتاع اللي بيحبها في حياته هي الجنس ودا اللي بيعوضله التعب النفسي والارهاق في ايامه .. وكلامه السلبي عن الجواز وانه ترك اولاده وزوجته الاولى وبيقول على المتزوجين عبط .. ومافيش احلى من العلاقة الجنسية السريعة .. (مع اختلاف ظريف في الترجمة علشان العرب حساسين .. مع ان ظني على مستوى الاراء اللي شوفتها يوضح انه لو كان كتب الترجمة النصية في النقاط الجنسية مكانش حد هيقول حاجة
لدرجة انه استحرم على نفسه وعلى معشر الرجال انهم ازاي يسيبوا إمرأة تقضي ليلة وحدها و ازاي نسيب انثى تنام وحيدة لازم يكون وياها راجل يوميا علشان يعاشرها
٤. عقله الحر عموما : انه حر بفعل اي شيء ويعيش الحياة ويستمتع باغلب لحظاتها ويقوم باشياء جنونية وينسى العيوب الشخصية ولا يراجع او يلوم نفسه كثيرا ..
يخش ملهى ليلى ويشقط بنت وينام معاها، ويروح دير ويستعبط الكهنة، ويحب في سيدة عجوز، ويكبر مخه من المسئوليات والجواز، مالوش شغلانة محددة يعيش عليها، عايز يبني منجم يبقى غني منه علشان يلف العالم، يهرب من البيت ومن ابوه علشان يتعلم آلة السانتوري في الصغر ويصرف كل فلوسه لتعلمها .. مكانش عليه مسئوليات من نوع ما غير انه يعيش ويتجول ويسافر اي مكان يقدر عليه وينام مع النسوان
فيه اكثر من ذلك عن العقلية المتفتحة للابطال ..
وغرابتي من كل اللي حكيته ان العرب استمتعوا بالعمل وانبسطوا من الكلام دا كله ،
وانا على علم ويقين انه نفس العمل دا لو كان اسم الكاتب مصري او عربي كانوا نزلوا فيه سف واهانة وانه عمل منحط وضايع ومتأخر وذكوري والحاد وكفر وقلة ادب وشتايم واهانة وهينشر الرزيلة والفساد في المجتمع
اراهن انهم كانوا رفعوا قضايا والازهر يعلن عن ردة الكاتب عن الدين و المطالبة باهدار دمه وهيدخلوا في موضوع محاكم ويحبسوا الكاتب بتهمة خدش الحياء العام واكيد قضايا ازدراء الاديان وتهمة سب وقذف وعنف .
انا على المستوى الشخصي معنديش مشكلة مع العمل،
لكن مقارنة الاراء مع العمل دا والاعمال العربية بتاعتنا ..
بتدل بل وتؤكد على ان عندنا ناس ضايعة والاراء تعبانة وتايهة ومتفهمش هما عايزين ايه الميتين دول
View all my reviews
تعليقات
إرسال تعليق