Review: لن أعيش في جلباب أبي

لن أعيش في جلباب أبي لن أعيش في جلباب أبي by إحسان عبد القدوس
My rating: 2 of 5 stars

مراجعة رواية "لن أعيش في جلباب أبي" :

وعلى الطابع المصري العربي ,نصل إلى أسرة الحاج عبد الغفور البرعي ؛الذي كون ثروته الكبيرة ,بعد أن كان عاملاً بسيطاً في وكالة البلح ,الحاج عبد الغفور الذي كان نموذجاً للإنسان المكافح الذي استطاع أن يبني نفسه ,وأن يتحمل المسئولية ؛فقد بدأ من الصفر ولم يكن له ورث أو كنز عثر عليه بل مضى عمره في الكفاح والجد في العمل حتى صار المليونير ,المليونير الذي صار كل شبر في المدينة يعرفه ,المليونير الذي وصل إلى الثراء بدون الحصول على شهادة تعليمية واحدة ولا حتى شهادة إبتدائية ؛فقد كان جاهلاً لا يعرف القراءة والكتابة ,ولكن جهله هذا لم يؤثر على مسيرته في الثراء ,فكما يصفه الناس أنه المعجزة العقلية ,فبرجاحة عقله فقط وصل للثراء الذي وصل إليه وأثناء رحلته المهنية تلك ,كان يود دائماً أن يعتمد ولديه و بناته على أنفسهم مثلما فعل هو ,وأن يبنوا مستقبلهم وشخصيتهم الخاصة بأنفسهم وبمجهودهم لا باسم المليونير عبد الغفور او بماله ,ولكن تتراءى أحداث القصة إلى أن يصير الحاج عبد الغفور هو عقدة نفسية وعائق شخصي لكلٍ من ولديه وبناته ؛مما أدى إلى فشل زيجتين من زيجات بناته ( بهيرة ، سنية ) ,حيث كان الزوجان طامعين فى أموالِ الحاج ,ولكنهما وجداه لا يغدق على بناته بالأموال و لا يحقق أطماعهما ؛فقد ظنا أنهما بعد أن يكون لهما نسباً عائلياً مع الحاج عبد الغفور عن طريق الزواج من بناته ,أنهم سينعمون تحت الثراء والرفاهية ,ولكن خابت توقعاتهم في ذلك الأمر ,وذلك لأن الحاج عبد الغفور لا يرمْ أمواله هباءاً ,بل يحصن ماله وينميه بخبرته ,ولا يضعْ ماله في مكان إلا وكان به مصلحة إقتصادية ,وقد يأتي في ذهنك أنه رجل بخيل فهو لا يصرف حتى على أولاده ,ولكن على العكس من ذلك فهو رجل حريص وليس بخيل ,حريص على أمواله ومحافظاً عليها ,ولم يكن كما يظن الناس ؛أنه يترك أمواله لعبة بين أولاده ,يعطيهم من ماله ما يشاؤون ويشتري لهم أفخم السيارات ويترفهون بها كما يريدون ؛بل كان حريصاً جداً ؛فقد كان يكلف لهم الحصة المالية للتعلم والمأكل والملبس والمصروف الخاص ,وقد كان القانون السائد في المنزل أنه من أراد أن يشتري لنفسه شيءً ؛فليعمل ويكد ويتعب حتى يحصل على المال الكافي لشراء ما يريد ,وكل هذا لهدف تعليم الأبناء وتقويمهم حتى لا يسيطر الغرور عليهم كسلطة وكعائلة ثرية معروفة بين الناس .

وتُستكمل تلك المعلومات والأحداث الشيقة عن طريق الراوي (حسين) صديق (عبد الوهاب عبد الغفور البرعي) ؛الذي كانت أكبر مشاكله الشخصية هي التعرف والتنقيب وراء أسرار الناس ؛فقد كان يدفعه الفضول لمعرفة ما جرى لعبد الوهاب خلال رحلته الطويلة ,وعن زواجه وأسباب ذلك الزواج ,وكذلك الفضول هو الذي دفعه لمعرفة حياة روزالين ؛التي تزوجها عبد الوهاب وعن قصتها في أمريكا وما الذي جعلها تعيش في مصر وتستقر ,وتمر الأحداث والأيام سريعاً ,إلى أن يتصادف (حسين) بالتعرف على (نظيرة) عن طريق زواج أخيها عبد الوهاب ,ومن هنا تابع (حسين) و(نظيرة) سرد أحداث القصة ,وبينما هم يفعلان ذلك تتدخل العاطفة بينهم وتنتج علاقة حب صادقة ,جعلت نظيرة تتردد كل يوم إلى شقة حسين وتذاكر هناك ,وبينما هي تذاكر ؛كانت تروي ما يحدث من مواقف وأفعال عائلتها تارة ومن مشاكلها الشخصية تارةً أخرى وعن عقدتها التي تمنعها من الزواج بحسين ؛التي كما ذكرت مسبقاً ؛كانت نفس العقدة التي عند أخواتها ,وقد كانت فخورة بنفسها و بقصة كفاح أبيها ,لكنها لم تردْ أن تعيش مثل أخواتها ,كما رفضت أن تكون شهرتها فقط ,أنها إبنة المليونيرعبد الغفور البرعي ؛لذلك إجتهدت وحاولت إلى أن إستطاعت أن تلتحق بالجامعة الأمريكية بمجهودها الشخصي ,وأهتمت بتحصيل العلم ,كما كانت تعمل دوماً على تطوير شخصيتها ,وتحلم أن يكون لها عملها الخاص وتنجح فيه ؛وذلك حتى تعيش خارج جلباب والدها .

View all my reviews

تعليقات