
My rating: 2 of 5 stars
#مراجعة_كتاب (الإسلام السياسي والمعركة القادمة) :
في عَصْر كَان مُسلِموه مُهتمون بالعاداتِ مُتَنَاسِين المُوبِقاتِ ؛الْتي سَتحِل على الأبنَاء ,مُهتمون بالفرعياتِ غير آبهين بالأوَلوِياتِ ,في وقتٍ أصْبح فيه دِوَل هَدفهَا الأول هو ؛العداء على الإسلام ,أصبح الأمر هو سياسة صريحة أكثر مما هي مجرد أديان وعِبادات ,فَهل اليوم يجب أن نربط الدين بسياسات ؟ أم نحتفظ بالدين لأنفسنا لتصبح مجرد قناعات ؟
يَقومُ الكاتبُ / مصطفى محمود بتوضيح هذه النقاط بإسلوبهِ البسيط بدون تعمق أو تعقيد ؛فَيوَجْه لكَ قِنطاراً من الأفكارِ ,والتوجيهاتِ اْلتِي يَحث على الإهتمامِ بها بدلاً من الإهتمامِ بالشكلياتِ التي لا تقدمْ ,ولا تؤخر في عصرِ التقدمِ والتكنولوجيا .
---------------
إن أكبر خطأ وقعَ فيه مُلسموا هذا الزمان هو ؛إبعاد الدين عن الدنيا ,وحصر الدين على بعض العباداتِ حول جُدران مَسجد لا تَتعدى (الصوم و الصلاة والزكاة) ومنذُ هذا النحو يَحثُ الكاتبُ المسلمينَ على العملِ بالدينِ في كلِ نواحي الحياةِ بدلاً من إقتصارهِ على بعض الفروضِ .
فمن وجه آخر هناك دول وسياسات كل هدفها هو ؛العداء على الدين ,فيفسر الكاتب ذلك الأمر على أنها مطامع حكومات ,ودول للإنتصار والإنتهاء من الدين والمسلمين عن طريق إلقاء التهم مثل : ؛(الإسلام دين إرهاب وأن الديموقراطية في هذا الدين كفر) وإلى آخره من هذه الإتهامات ,ولكن مع كل هذا العداء يوضح الكاتب أن الإسلام ظل ,وسيظل عمود لا يمكن لأحد أن يهده .. فالذي يقلق هذه الدول هي ؛أن يصبح الإسلام دين سلطة ونهضة ,و أن يكون ديناً سياسياً ,فبمجرد تفعيل زر الدين السياسي (الإسلام السياسي) ؛يبدأ العداء من كل النواحي على هذه السياسة عن طريق تغفيل عقول المسلمين وخداعهم فتقوم هذه الدول بإدخال مصطلحات ومفاهيم جديدة ,تحت عنوان التقدم والتطور ,بينما هي ؛رجعية فكرية ,ورجعية أخلاقية تجعل المسلم يتناسى الإسلام الصحيح ,ويهتم بالتقدم المزيف .
ولكن قبل أن يخرج المسلم من جدران مسجده ويَقومُ بالتصدي لِمثل هذه الدول ,فمع الأسف يَجد أن المسلمين يُواجهونَ ,ويُعادونَ بعضهم بدلاً من التعاون والتكاتف .. ؛فيجد الطوائف المختلفة للدين تُعادي بعضها البعض ,فتفرق الجمع وصار بين المسلم والمسلم سنة وشيعة ,وبين المسلمة والمسلمة حجاب ونقاب ,وبين الأخ وأخيه شارب ولحية .. كل هذا بسبب الخلافات التي لا تغني ولا تثمن من جوع ,فكيف يتصدى المسلم لهجمات الآخرين بينما هناك هجمات من داخل بيته ..!
وحيث يواجه كل هذه النكبات يتعرض أيضاً إلى مشاكل تعليمية من داخل الدولة نفسها .. فكيف يتقدم بدون تعليم ووعي يرفع من شأنه أمام التقدم العلمي الغربي ..!؟
وينضم إلى هذه النقطة الهامة نقطة هامة أخرى ألا ؛وهي التوعية والإرشاد في تحديد النسل ,بينما التعداد السكاني يَزداد كثيراً أصبح من الهام التوجه لهذه النقطة التي تؤثر سلبياً على إقتصادِ الدولة ..!؟
كان أغلب حديث الكاتب والذي كرر الكلام عنه كثيراً في الكتابِ هم الأصوليون المسلمون (الأصوليون هم السلفيون) ,فالأصوليون أغلب كلامهم عن هل الموسيقى حرام ؟ وهل وضع تمثال للزينة في المنزل هو شرك بالله ؟ أو هل التصوير حرام ؟ و هل يجب تربية اللحية وتحديدها بطول معين ؟ هل يجب على المرأة أن ترتدي النقاب ,أم أنها تكتفي بالحجاب فقط ..!؟
فكان يَرى الكاتب أنه علينا الإهتمام الجوهر لا بالمظهر ,فيرى أن الجوهر في الإسلام هو السماحة والعدل والحب والتسامح ,فينتقد الكاتب تمسك الأصوليون الذين يهتمون بالفرعيات الدينية ,ولا يعيرون الإهتمام بالأساسيات والجوهر . وإذا ظلوا يهتمون بالفرعيات ويهملون الأساس فلن يتقدم الأصولي المسلم بعقله نهائياً .
- “أغاية الدين أن تحفّو شواربكم ؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.”
- “لهذا كانت الاصولية هي الخطر الاعظم في عصرنا لأنها ضد الحوار و ضد التفاهم و لأنها ترى نفسها دائما في موقف السيد ، و الطرف الاخر في موقف العبد ، و يستحيل الحوار بين سيد و عبد.”
---------------
وجهة النظر :
1_ أرى أن الكاتب أحدّ السوء حول (دولة أمريكا واليهود والنظام الإشتراكي والشيوعي والنظم الليبرالية والعلمانية واليمينة) على أن هدفهم الوحيد هو ؛القضاء على الإسلام وعلى المسلمين ,وعلى أنهم على عداء تام ضد هذا الدين ,فَأُلَخِّصْ كَلامُه كاملاً تحت مسمى "نظرية المؤامرة" الإسلامية ..
فيُكثر الكاتب من التحذير من هذه السياسات ويكثر الذم فيها ,وكأن لا عمل لهم سوى الإسلام ,هذه حكومات سياسية كبيرة لها تخطيطات وأهداف سياسية وإقتصادية أوسع من التفرغ والعداء ضد الإسلام ,فليس كل من تكلم بكلمة أو عبر عن رأي جديد ؛فهو عدو للإسلام ,فأرى أننا لا يجب أن نحصر فكرنا على هذا المفهوم "نظرية المؤامرة" وأن نتوسع في الفكر حتى لا نصير إضحوكة هذه الحكومات أمام العالم .
- “الشعوب العربيه صديقه لبعضها البعض بالفطره ولكن الحكومات بما تقول وتصنع هي التي تصنع العداوات وتؤجج الأحقاد وتحشد هذا على ذاك وتدفع بهذا على ذاك”
2_ من أكثر المواضيع التي أتفق فيها مع الكاتب من الناحية الإقتصادية هي ؛فكرة تحديد النسل ,فهي نقطة هامة جداً يجب أن يخطط لها الإنسان ويُراعيها مراعاةً جيدة ,فالحل الأول لهذه النقطة هو توعية الناس وإرشادهم والحث على تحديد عدد كفأ من الإنجاب ,ليكون كل فرد قادر على تحمله .. فالعبئ في النهاية لا تتحمله انت بمفردك ؛بل تتححمله الدولة أيضاً ,فالدولة تحجز للإبن بإعتباره مواطن مصري تحجز له مقعد في كل مكان ,سواء في المدرسة أو في فرص العمل وكزيادة في التعداد السكاني ,فحقاً يجب مراعة هذه النقطة ؛حتى يتقدم المجتمع فكرياً وليعيش الشباب والأبناء في نضوج بدون أي معوقات إقتصادية أو إهمال في الحقوقِ المستحقةِ .
3_ حديث الكاتب عن تغيير قانون مجانية التعليم هي ؛الأمر الثاني الذي أتفق فيه معه ,مجانية التعليم لا يمكن أن تتم أو تكتمل في دولة غير كاملة أو متوسطة إقتصادياً ,فمثلاً من أين ستوفر الدولة النفقة المُحْتَمة لبناء المدارس ولتوظيف المعلمين وبناء المختبرات الجامعية ؟ من أين ستوفر كل هذا بعد مجانية التعليم الذي إن لم يكن موجوداً كان سيزيح عبئ كبير على الدولة في هذا الأمر .. فنتيجة ذلك ؛أصبح الطالب يدرس ويتعلم شفوياً بدلاً من التجربة والملاحظة بالأدوات والعمل بالأجهزة ,وأصبحت الشهادة الجامعية غير معترف بها بين الجامعات الغربية الكبيرة ,وأصبح المتخرج من جامعة للعثور على وظيفة تليق بعلمه طيلة هذه السنوات ,كأنه لم يدرس وسيبدأ التعلم من جديد حين الحصول على وظيفة .. لا أشير إلى إلغاء المجانية كاملةً ,ولكن وضع أسس ومعايير تتوافق مع إقتصاد الدولة ,فأتفق مع إقتراحِ الكاتب في أن يحصل الطلبة المتفوقين على هذه المجانية ,وباقي الطلبة الذين لم يُحصلوا مجموع أو مستوى مطلوب من قبل الوزارة يتم إلغاء عليهم هذه المجانية ,وهذا إقتراح بين إقتراحات أخرى يمكن للوزارة أن تستخدمها بطريقة أفضل .
4_ أختلف مع الكاتب في النقطة العامة في توسيع الفكرة السياسية للدين .. فأرى أنه من الأفضل الإحتفاظ بالدين كإعتقاد شخصي خاص ,عن قناعة تامة للفرد ,وليس فرضه وتوسيعه للحكم ,فالدين لا يصبح ديناً عندما يرتبط بسياسة ودولة ؛بل بهذا الشكل يصبح تنظيم وحكومة بجانب النظام والسلطة العلمانية أو النظام الماركسي .. هل هذا دين أم سياسة ؟ تطبيق وإعتناق دين هو أمر شخصي بحت لا يجبْ فرضه على مجتمعٍ أو دولةٍ أبداً ,ولكل دولة سياستها وتنظيمها بعيداً عن الدين ..
_ فمن رأيك أيها القارئ هل ممكن للدين أن يصير دولة ؟
5_ في الحقيقة لا أرى أي ما علاقة بين مضمون الكتاب وبين مضمون آخر أربعة فصول ..!؟
فما علاقة الإسلام السياسي بفصل "مشكلة التعليم" ؟ .. أعلم أنني إتفقت مع الكاتب في هذه النقطة (في النقطة رقم 3) ,ولكن إتفاقي معه في مبدأ الفصل نفسه والمضمون ,ولم يكنْ في تَداخُلِ موضوع الكتاب بموضوع التعليم .. لا أعلم أيضاً ما الهدف من الفصول "مصر في القرآن" و "أنقذو الأرض" و "الجنة وكلام المفسرين" ما علاقة هذه الفصول بمحتوى الكتاب ؟ حقاً لايوجد علاقة بين هذه الفصول وبين وجهة نظر الكاتب في الإسلام بأن يصبح وضعه سياسي ..! أرى أنها شحطة غير مقصودة ,أو أنها لزيادة عدد الصفحات في الكتاب ..!؟ حقيقةً لا أعلم ..!
في النهاية تناول الكاتب العديد من المشاكل ،التي كان يواجهها الكاتب في زمنه ,ومازلنا بالفعل نواجهها اليوم ؛كالمشاكل الإقتصادية ومشلكة تحديد النسل ،وبعض الفروع الأخرى ،لكن أصل الكتاب نفسه كحديثه عن السياسة ,أعتقد أنه لم يكن موفقاً في حديثه في هذا الأمر وفي ربطه مع الدين .
- “السياسة فنّ ..
انها فن التأمل و التنبؤ و سبق الحوادث .
و التخطيط للبلاء قبل نزوله .. أفضل من تسول الصداقات بعد فوات الأوان .”
---------------
معلومات الكتاب:
اسم الكتاب: الإسلام السياسي والمعركة القادمة
المؤلف: مصطفى محمود
صدر عن: دار أخبار اليوم
عدد الصفحات: 142
View all my reviews
تعليقات
إرسال تعليق